مصر: اتركوا للسيّدات ملاذهنّ الأخير
بعدما شهدت القاهرة أمس مبادرة في الشارع تهدف إلى وضع حد لظاهرة التحرّش، ها هي مبادرة أخرى تُطلق على الشبكة العنكبوتية بغية رصد الانتهاكات التي تتعرّض لها النساء في المترو، أبرز وسيلة مواصلات في القاهرة الكبرى والوسيلة المفضلة للفتيات بسبب توافر عربات خاصة بالمرأة تُمنع على الرجال. المبادرة أطلقتها صفحة «ثورة البنات» على فايسبوك التي تديرها الناشطة غدير أحمد، وتعتمد على رصد شهادات الفتيات اللواتي يتعرّضن للاعتداء في حال مواجهة الرجال الذين يستخدمون عربات الفتيات عن قصد.
وقد رصدت الصفحة شهادات متقاربة تؤكد أنّ الرجال الذين يفعلون ذلك يرفضون الاستجابة لطلب الفتيات بالنزول، بل يواجهونهن بطريقة عنيفة. أحدهم مثلاً حاول تهشيم هاتف خلوي يخص إحدى الراكبات التي هدّدته بتصويره داخل العربة وتسجيل المخالفة التي قام بها.
أما الصدمة الكبرى فتكمن في الاستقبال الفاتر لمخالفة الرجل القانون وصعوده في مترو الفتيات، خصوصاً من المعنيات بها أي النساء، إذ إنّ معظم الفتيات، خصوصاً كبيرات السنّ، يحاولن السكوت عن الرجل الذي يخالف القانون ويركب مترو السيدات. وقد روت ناشطة أخرى أنّها حاولت اقتياد أحد المخالفين إلى رجال الأمن، لكنّ رجلاً ملتحياً (أي متديناً) اعترض طريقها، وطلب منها الصفح عن الرجل، ما يبرز التفكير الذكوري المتجذر في العقليات. واللافت أنّ الفتاة غير المحجّبة تواجه صعوبة أكبر في هذه المواجهات بسبب إلقاء اللوم عليها في فعلة الرجل، بما أنّها سافرة! حتى أنّ أحد المعلّقين على الصفحة على فايسبوك ركّز على أنّ الفتاة قالت إنّ واقعة التحرّش بها في المترو جرت في الحادية عشرة مساء. وهنا تساءل كأنّه أمسك عليها ممسكاً: «لماذا تخرجين من بيتك أصلاً في هذا الوقت المتأخر؟». لكن أخيراً، نشرت صفحة «ثورة البنات» تفاصيل أول محاولة لدفع الذكور خارج عربة السيدات بقوة القانون، إذ استعانت غدير بمجموعة من صديقاتها البنات والشباب وقاموا بمنع المترو من التحرك قبل أن يفتحوا أبواب العربة حتى ينزل منها الذكور. لكنّ بعضهم رفض الانصياع لأوامرهم، ما أدّى إلى تطوّر الخلاف وحضور رجال الأمن الذين يُفترض أصلاً أن يتواجدوا على رصيف المترو لمنع الرجال من ركوب العربة. بهذه الطريقة أُجبر الذكور على الاستجابة لـ«ثورة البنات» ولو مؤقتاً.
محمد عبد الرحمن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد