بوش يرغب بطحن حزب الله
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة 21-7-2006 أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لا تنظر إلى العنف الحالي في الشرق الأوسط على أنه أزمة يجب استيعابها, بل تعتبره فرصة لتغيير الأمر الواقع الذي يتيح لميليشيا مسلحة, هي حزب الله, أن تمتلك سلاحا في دولة لبنان السيدة لتهدد إسرائيل.
وقال مسؤول رفيع سابق في الإدارة إن بوش "يؤدي دورا طويل الأمد يختلف عما يطالب به التكتيكيون" من وقف لإطلاق النار, في إشارة إلى المسؤولين الأوروبيين وأمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان.
وأضاف: "يقول التكتيكيون فلنحصل على وقف فوري لإطلاق النار كي نتعامل مع الجانب الإنساني، لكن بوش يقول إن هناك فرصة حقيقية لطحن حزب الله, فلنستفد منها".
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تسارع إلى بذل جهد دبلوماسي لاحتواء العمليات العدائية استنادا إلى قناعة بضرورة عدم تصاعدها واتساعها.
لكن البيت الأبيض تفادى هذا الأسبوع الإشارة إلى أي ضيق من إسرائيل, على الرغم من تنامي الطلب الدولي بهذا الصدد, مع التشديد على رغبته في الحد من الإصابات في صفوف المدنيين.
ولفتت إلى أن إدارة بوش حريصة على إنزال إسرائيل أقصى قدر من الأضرار في صفوف حزب الله. ويعكس الموقف الأمريكي اقتناع بوش المتزايد بمركزية دور إسرائيل في الحملة الموسعة على الإرهاب, ويمثل تخليا عن السياسة "التقليدية" التي كانت تعتمدها الولايات المتحدة وتستند إلى دور "الوسيط النزيه" في الشرق الأوسط.
وترى إدارة بوش أن النزاع الجديد, الذي بدأ عندما خطف حزب الله جنديين إسرائيليين من أراضي الدولة العبرية في 12 يوليو/تموز الجاري, "ليس مجرد أزمة يجب استيعابها. بل هي فرصة لتحجيم تهديد كبير في المنطقة, تماما كما يفعل بوش في العراق".
ويأمل المسؤولون الأمريكيون, وفق الصحيفة, في أن يؤدي "نجاح إسرائيل في شل حزب الله إلى اتمام العمل المطلوب لقيام ديمقراطية فاعلة في لبنان وتوجيه رسائل قوية إلى سورية وإيران".
وقال مستشار البيت الأبيض دان بارليت: "يعتقد الرئيس (بوش) أنه ما لم تتم معالجة جذور العنف الذي ابتلي به الشرق الأوسط, لا يمكن إقامة سلام دائم".
وأضاف أن بوش "يحزن على كل روح تزهق, لكنه يعتقد أن لحظة الوضوح ستظهر من هذا العنف المأساوي".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد