اليوم العالمي للإيدز 2013: كُسر حاجز الصمت.. وبقي التمييز
في اليوم العالمي للإيدز، تبدو المعركة للتغلب على المرض الذي يسببه فيروس نقص المناعة المكتسبة والذي فتك بحياة الملايين في العالم، رابحة، لا سيما مع التقدم الذي أحرزه المجتمع الدولي في التصدي لتفشي الفيروس، والذي حقق انخفاضاَ في عدد الوفيات الناجمة عنه عالمياً، وفي نسبة المصابين به الذين يخضعون للعلاج. كما انخفضت الحالات الجديدة للإصابة بالمرض عند الأطفال إلى أكثر من النصف.
ويؤكد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية «إيدز» ميشال سيديبي، «اننا ننتصر في وجه الوباء، ونشهد انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة وارتفاعاً في عدد المصابين، الذين تمت معالجتهم... لقد كسرنا حاجز الصمت». إلا أنه يشير إلى أن «استمرار التمييز ضد المصابين بالمرض هو العائق الأكبر أمام كسب المعركة نهائيا».
وبحسب المسؤول الدولي، فإنها «المرة الأولى التي نستطيع فيها أن ندّعي أنه بالإمكان أن نشهد نهاية للوباء الذي أدى إلى كارثة ضربت العالم بأسره». ويضيف أن «المصابين بالإيدز يستطيعون اليوم أن يعيشوا حياة صحية ولمدة أطول، كما أصبح بمقدورهم حماية شركائهم من خطر الإصابة، وإبقاء أطفالهم بعيدين عنه».
وحول مكامن الفشل، يعترف سيديبي بأن الجهود الدولية لم تتمكن من تغيير النظرة النمطية السائدة تجاه المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، «كالذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن أو الذين يعملون في تجارة الجنس مثلاً».
وتشير الإحصائيات إلى أن واحداً من أصل سبعة أشخاص مصابين بالفيروس في العالم لم يتمكن من الحصول على تقديمات الضمان الصحي المجاني في بلده، كما أن أكثر من واحد من أصل عشرة مصابين رُفض طلبه للحصول على وظيفة. وإذا كانت هذه الأرقام العالمية «مشجعة « نوعاً ما، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت في تقرير نشرته أمس الأول أوروبا من مغبة تفشي المرض مجدداً في بلدانها نتيجة لسياسة التقشف، التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي.
وفي محاولة لإنهاء حملة التمييز ضد المصابين بالمرض، أطلق برنامج الأمم المتحدة حملة «صفر تمييز» بدعم من زعيمة المعارضة البورمية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي في اليوم العالمي للإيدز لهذا العام.
وكانت تشي قد أعلنت، أمس، لمناسبة إطلاق الحملة التي ستخصص يوم الأول من شهر آذار من العام المقبل «اليوم العالمي للصفر تمييز»، أنه «بإمكاننا جميعاً أن نصنع التغيير من خلال الوصول إلى كل المصابين بالفيروس وتمكينهم من العيش بكرامة، بغض النظر عمن يكونون».
وحول الأرقام الأخيرة للإيدز في العالم، تشير التقارير الرسمية إلى انخفاض الوفيات المتعلقة بالمرض في جزر الكاريبي بنسبة 50 في المئة بين العامين 2001 و2012، وبنسبة 37 في المئة للفترة ذاتها في أميركا اللاتينية عموما.
أما في أفريقيا الجنوبية، فإن عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة انخفض العام الماضي بنسبة 40 في المئة عن العام 2001. ولكن الصراع مع الإيدز ما زال مستمراً في القارة الأفريقية مع إصابة 1.6 مليون شخص بالفيروس العام الماضي.
وفي المقابل، ارتفعت نسبة الإصابات الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 50 في المئة، ولكنها بقيت عند حدود الـ32 ألف شخص في العام 2012.
كذلك، ارتفع عدد المصابين بالفيروس في أوروبا وآسيا الوسطى بنسبة 13 في المئة، أو ما يعادل مئة ألف شخص منذ العام 2006. كما ارتفعت نسبة الوفيات في هذه المنطقة لتصل إلى 91 ألف شخص العام الماضي، مقارنة مع 36 ألف شخص في العام 2001. وانخفضت نسبة الإصابات الجديدة بالفيروس في صفوف الأشخاص، الذين يتعاطون المخدرات في أوروبا، إلا أنها سجلت ارتفاعاً في اليونان تعزو السلطات سببه إلى سياسة التقشف الحكومية، التي طالت مراكز العلاج الطبية.
كذلك، سجلت نسبة الوفيات بالإيدز ارتفاعاً في دول شرق آسيا لتصل إلى 41 ألفاً في العام 2012 مقارنة بالعام 2001، الذي سجل 18 ألف حالة وفاة فقط.
السفير نقلاً (عن «الإندبندنت»)
إضافة تعليق جديد