الخبز الصحي بقشوره واختماره
يعتبر الخبز القاعدة الأساسية في غذاء الشعوب، وهو يحتل مكانة بارزة على الموائد خصوصاً في البلدان العربية. وربما كان الخبز أقدم طعام صنعه الإنسان، اذ عثر في مناطق البحيرات السويسرية على آثار خبز مصنوع من طحين خشن يرجع عهده إلى العصر الحجري.
وتحدث الأطباء العرب عن الخبز وأدركوا كثيراً من منافعه قبل أن يعرفها الطب الحديث بعشرات القرون، ومما قالوه عنه: «أحمد أنواع الخبز أجودها اختماراً وعجناً. فالمختمر يلين المعدة، والفطير يعقلها. وأحسن أوقات أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه، أو من غد اليوم التالي. والخبز الكثير النخالة سريع الخروج من البطن. وبالضد القليل النخالة يبطئ من الخروج، ويعقل البطن، ومثله الخبز اليابس العتيق، وكلاهما يولد الرياح الغليظة، والسدد في الكبد والطحال، ويضر بأصحاب أوجاع المفاصل، والشيوخ ذوي الهضم الضعيف، ولذا يجب ألا يكثروا الشبع منه، ولا يؤكل شيء معه من الفواكه الرطبة كالبطيخ والمشمش والإجاص. وأجود أنواع الخبز ما اتخذ من الحنطة الحديثة، وقد عجن جيداً وأحكم تخميره ونضجه».
ومن أنواع الخبز التي عرفها المطبخ العربي القديم خبز الأبازير الذي يصنع من الدقيق، وزيت السمسم، والسمسم المقشور ويعجن جيداً ثم يخبز في الفرن، وعنه قال ابن حجاج بيتين من الشعر يهجو بهما أحد الشعراء على أبيات قالها:
ياسيدي هذي القوافي التي وجوهها مثل الدنانير
خفيفة من نضجها هشة كأنها خبز الأبازير
وكي يكون الخبز جيداً لا بد أن تتوافر فيه المواصفات الآتية:
- أن يصنع من الدقيق المستحضر من القمح الكامل الذي احتفظ بقشوره لأنه يملك فوائد كثيرة وثمينة، من بينها أنه مصدر جيد للطاقة، وغني بالمعادن والفيتامينات، وفقير بالدهون، ونافع في محاربة الإمساك.
- يجب أن يعجن بالماء النقي، وأن يكون جيد العجن، ويترك لوقت كاف حتى يختمر.
وفي ما يتعلق باستهلاك الخبز حبذا لو تم التقيد بالنصائح الآتية:
1- يستحسن ألا يؤكل ساخناً بعد خروجه من الفرن، بل بعد 24 ساعة ليفقد شيئاً من رطوبته الداخلية.
2- يجب ألا يشرب الماء مع الخبز لأنه ينفخ مادة النشا فيزداد حجمها ما يسبب انطلاق الغازات، وحدوث الألم والنفخة في البطن.
3- يجب اختيار الخبز القليل اللب لأنه أسهل هضماً.
4- يمكن تجفيف الخبز وتحميصه قليلاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الهضم.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد