البابا يدعم التدخل الغربي في شؤون الدول (الإرهابية)
دعم البابا بنديكيت السادس عشر حق التدخل الجماعي للأسرة الدولية في أي دولة «تفشل في حماية شعبها من خروقات مستمرة لحقوق الإنسان ومن أزمات انسانية من صنع الانسان»، وخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة قائلاً: «في حال فشل الدول في ضمان مثل هذه الحماية، يجب على الأسرة الدولية ان تتدخل بالوسائل القضائية والعدلية التي يوفرها ميثاق الأمم المتحدة والأدوات الدولية الأخرى».
وتابع البابا: «ان تدخل الأسرة الدولية ومؤسساتها شرط ان يحترم المبادئ التي تتحكم بالنظام الدولي، يجب ألاّ يفسر على انه فرض غير مبرر أو تقييد للسيادة، بل بالعكس، فإن التجاهل أو الفشل في التدخل هو الذي يخلف الضرر الحقيقي».
وتبرز مواضيع دارفور في السودان وغزة تحت الحصار والعراق وتشاد ودول أفريقية عدة لدى الحديث عن مبدأ «مسؤولية الحماية» الذي تختلف عليه الدول لأسباب عدة، من بينها علاقته بمبدأ احترام سيادة الدول.
وجاء كلام البابا من على منبر الجمعية العامة ليطالب الدول بتفعيل كل الأدوات اللازمة لحماية حقوق الانسان والكرامة الانسانية والعدالة والشرعية، كما تطرق الى مبادئ الاستباقية والاجماع، مشيراً الى «التناقض الواضح في استمرار أزمة الاجماع المتعدد الجنسية لأنه ما زال يخضع الى قرارات القلة، في الوقت الذي تدعو فيه مشاكل العالم إلى التدخل في شكل اجراء جماعي للأسرة الدولية».
ودعا البابا إلى «بحث أعمق في وسائل استباق الأزمات وإدارتها من خلال استطلاع كل سبيل ديبلوماسي ممكن، وايلاء الانتباه والتشجيع حتى لأضعف مؤشرات الحوار او الاستعداد للمصالحة».
وتطرق البابا إلى العلاقة ما بين «العدالة واللاعدالة»، وقال إن «تعزيز حقوق الإنسان يبقى أكثر الاستراتيجيات فعالية لإزالة التفاوت بين الدول والمجموعات الاجتماعية ولزيادة الأمن». وتابع: «وفي الواقع أن ضحايا الحرمان واليأس والذين تُنتهك كرامتهم الإنسانية بلا عقاب، يصبحون فريسة لنداء العنف وعندئذ يمكن أن يتحولوا إلى منتهكين للسلام». واختتم البابا كلمته بجميع اللغات الرسمية، ومنها العربية، بجملة: سلام وازدهار بعون الله.
وفرضت سلطات الأمم المتحدة ترتيبات أمنية لا سابقة لها أثناء الزيارة الاولى من نوعها للبابا بنيديكت السادس عشر الى مقر المنظمة الدولية، علماً بأن سلفه البابا يوحنا بولس الثاني خاطب الأمم المتحدة مرتين: في 1979 وفي 1995.
راغدة درغام
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد