الاحتلالان الأميركي والتركي يقومان بدورية برية جديدة شمال سورية!
في انتهاك سافر جديد للقانون الدولي ولسيادة ووحدة الأراضي السورية، نفذ أمس الاحتلالان الأميركي والتركي في إطار مؤامرتهما المسماة «المنطقة الآمنة»، الدورية البرية الثانية شرق الفرات، وذلك بعد يوم من قيام أنقرة بخرق الأجواء السورية بطلعات جوية للمرة الأولى منذ أشهر، في رسالة تهديد لواشنطن مع اقتراب انتهاء «مهلة أيلول» التي حددها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للجانب الأميركي لإكمال تنفيذ اتفاق «الآمنة» أو إطلاقه عدواناً جديداً ضد الميليشيات الكردية.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «استكمل الجيشان التركي والأميركي الدورية البرية المشتركة الثانية، شمال سورية، في إطار جهود إنشاء منطقة آمنة شرق الفرات».
وحسب الوكالة، فقد «عبرت 4 مدرعات تركية إلى الجانب السوري من قضاء أقجة قلعة التابع لولاية شانلي أورفة (جنوب تركيا)، للمشاركة في الدورية البرية الثانية»، مشيرة إلى أن «القافلة التركية التقت بنظيرتها الأميركية وناقشتا خطة الدورية قبل انطلاقها، وعقب ذلك تحركتا إلى ناحية سلوك التابعة لمحافظة الرقة (شمال) الواقعة على بعد 15 كم شرقاً من نقطة الالتقاء».
وأشارت إلى أن الدورية البرية المشتركة الثانية اكتملت بعد أن استغرقت نحو 3.5 ساعات، وعادت بعد ذلك القافلة التركية إلى الأراضي التركية.تأتي الدورية البرية المشتركة الثانية للاحتلالين الأميركي والتركي، بعد أن نفذا الأولى في 8 أيلول الجاري، وبعد يوم واحد من بيان لوزارة دفاع النظام التركي الذي يحتل مدناً ومناطق في شمال سورية، قالت فيه «إن اثنتين من مقاتلاتها طراز «F-16» حلقتا في طلعات استكشافية داخل الأجواء السورية، ما بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، من دون أن تحدد الوزارة أسباب الطلعات الجوية بالطائرات الحربية.
البيان الغامض لوزارة الدفاع في النظام التركي مع اقتراب انتهاء «مهلة أيلول» التي حددها رئيس النظام التركي للجانب الأميركي لإكمال تنفيذ بنود اتفاق «الآمنة» أو إطلاقه عدواناً جديداً ضد الميليشيات الكردية، ما يمكن تفسير الهدف من هذه الطلعات بأنها رسالة إلى واشنطن بقدرة أنقرة على تنفيذ تهديداتها بشن عدوان ضد الميليشيات الكردية في شرق الفرات الحليفة لأميركا، ما لم تقم واشنطن تنفيذ اتفاق «الآمنة».
في سياق متصل، قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس النظام التركي، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، «يقال إن الولايات المتحدة أنفقت مبالغ طائلة على قوات سورية الديمقراطية، ولذلك لا يمكن أن تتخلى عنهم، إلا أن هذا غير منطقي ولا أحد يصدقه فهي لم تكن وفية لتركيا حتى تكون وفية لقسد».وعلق أقطاي على ما تردد من أنباء بوجود وساطة أوروبية بين النظام التركي و«قسد» بالقول «إطلاق حوار مباشر بين تركيا و«قسد» هو خيار الدول الأوربية، هذا أمر واضح، ولكن لا يوجد أي سبب لموافقة تركيا على إطلاق حوار مباشر مع «قسد» في الوقت الحالي».
وأضاف: «ما تطلبه تركيا واضح جداً، وهو عدم إقامة دول عرقية في شرق الفرات والقيام بتطهير عرقي في تلك المنطقة، لأنها لا تتكون من عرق واحد وما نريده هو خلق جو تستطيع فيه جميع المجموعات العرقية والإثنية العيش بحرية وأمان».وتابع: «ما نريده هو إلقاء أفراد «قسد» لسلاحهم وتخليهم عن الكيان المسلح في المنطقة، عندئذ يمكنهم أن يستمروا في العيش والبقاء في المنطقة مع السكان الآخرين».
واعتبر أقطاي أن «القوات الموجودة في شرق الفرات هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا تنظيماً إرهابياً، وهم يواصلون إمداد التنظيم الإرهابي بالسلاح والمقاتلين عبر الأراضي السورية، وبالتالي لا يمكن أن تغض تركيا الطرف عن هذا الأمر».
وأضاف: «ما نطلبه هو إخراج قسد من المنطقة «الآمنة»، أي انسحابهم منها إذا كانوا يرغبون في إبداء إخلاصهم لهذه القوات وحماية أرواحهم، وتركيا منفتحة للتفاوض بهذا الشأن».
من جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي الادعاءات حول توسط دول أوروبية لإطلاق حوار بين تركيا و«قسد»، واصفاً ما تناقلته وسائل الإعلام: بـ«السخافة».
وتناقلت مؤخراً مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة، أنباء عن وساطة أوروبية بين تركيا و«قسد»، بهدف إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين، لتجنب مواجهة عسكرية في شمال شرق سورية، مشيرة إلى أن الزيارات غير الشرعية الأخيرة التي أجرتها وفود أوروبية (فرنسية، ألمانية، بريطانية) إلى مناطق سيطرة الميليشيات الكردية، بحثت في سُبل إطلاق حوار مباشر بين النظام التركي، وما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية.
الوطن
إضافة تعليق جديد