ارتفاع في أسعار اللحوم وانخفاض في الشعير والبيض والفروج
لا تزال كل الاسواق العالمية والمحلية خاضعة لتأثير عاملين اثنين الأول الانخفاض الكبير في اسعار النفط والثاني الأزمة المالية العالمية التي بدأت بإفلاس عدد من المصارف في الولايات المتحدة ولا تزال التداعيات مستمرة وقد تجلت بأشكال عديدة أهمها الكساد وإلغاء آلاف الوظائف كل يوم خاصة في الشركات الكبرى وخسارة المودعين لجزء كبير من أموالهم.. فعلى الصعيد العربي خسر المودعون في المصارف الاميركية والأوروبية حوالي 2500 مليون دولار.
كما لامست الأزمة حياة الناس اليومية والمعيشية، فانخفضت المدخرات وضعفت القدرة الشرائية للمستهلكين ما أدى الى تقليص الانتاج واتباع سلوكيات الترشيد في الاستهلاك والاكتفاء بتوفير الحاجات الأساسية... وقد تجلى احد مظاهر الأزمة في انتهاء المضاربات العالمية بالمواد الغذائية وبالأعلاف ولم يعد للمضاربين على مستوى العالم أي حقل يعملون فيه سوى الاتجار بالذهب اذ يتوقع البعض ان يكون المعدن الثمين مرشحاً للصعود بشكل كبير فالسيد جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات يتوقع ان ترتفع اسعار الذهب في العام الحالي بنسبة كبيرة.
لكن هبوط الأسعار في السوق المحلية لم يكن مساوياً او متماشياً مع مثيلاتها في السوق المحلية خاصة بالنسبة لبعض المواد الأساسية كالرز مثلاً الذي لا تزال اسعاره عالية فالكغ في السوق المحلية يتراوح سعره بين 55 ـ 90 ل.س.
كما ان تجارة العقارات التي تستقطب الجزء الأكبر من المدخرات والجزء الأكبر من الكتلة المالية لا تزال تتميز بالبرود والجمود... ويشير واقع الأسواق إلى ان آلاف الشقق معروضة للبيع في ضواحي دمشق وداخل العاصمة... لكن يومياً لا يباع سوى عشرات الشقق.
أما الأراضي فقد انخفضت اسعارها بين 30 الى 70% لكن الطلب على ابتياع المحلات التجارية واستئجارها لا تزال مؤشراته جيدة بل في تصاعد لأنها مصدر مولد للدخل.. وقد انعكس الجمود في تجارة العقارات جموداً آخر في حركة البناء والتشييد فحركة العمران في أدنى معدلاتها ويستدل على ذلك من أسعار الحديد والاسمنت وتوفر المادتين فسعر طن الحديد المستورد 26.5 الف ليرة اما الاسمنت فيتراوح سعره بين 6600 ـ 6800 ل،س ويمكن لأي مواطن ان يشتري خمسة أطنان اسمنت على البطاقة الشخصية من أي مركز لمؤسسة عمران.. بينما كان اصحاب رخص البناء في السابق يتوسطون لاستجرار حاجتهم من المادة.
وبالانتقال الى المواد الأساسية نجد أن اسعار لحوم العواس الحية ارتفعت ليصل سعر الكغ الواحد منها خلال اسبوع بحدود خمسين ليرة ليباع الكغ حالياً بسعر 210 ل.س ويعيد البعض الأسباب الى تضاؤل حجم القطيع.. فقد تعرض القطيع لمصاعب كبيرة واجهت المربين في توفير الاعلاف وارتفاع اسعارها والجفاف الذي استمر منذ عدة سنوات وكنوع من التعويض لوحظ عرض كميات كبيرة من لحم الجاموس الهندي في اسواق دمشق وبسعر 180 ـ 210 للكغ المجروم... وسعر لحوم الأبقار 400 ل.س.
أما الفروج فقد حدث انخفاض جديد في أسعاره ليسجل 105 ليرات والأسباب كما يؤكد المختصون تعود الى تدني معدلات الاستهلاك الناجمة عن ضعف القدرة الشرائية وعدم وجود منافذ تصديرية.
أما مادة البيض فيمكن اعتبار اسعارها مستقرة وبحدود 130 ل.س للصحن في الأسواق الشعبية كما ان كميات البيض المسموح بتصديرها يومياً لا ينفد منها سوى 40 ـ 50% بسب المنافسة الشديدة في السوق العراقية.
وبالوصول الى أسعار الأعلاف نجد أن سعر طن الشعير انخفض بمقدار 1250 ل.س عن الأسبوع الماضي ليباع الطن حالياً بعشرة آلاف ليرة أما طن الذرة فقد ارتفع بمقدار 250 ل.س ليباع بـ 12500 ل.س ويؤكد مربو الدواجن ان سعر طن الذرة في اسواق الدول المجاورة يقل عن مثيله في السوق المحلية بمقدار 30% كما ان مادة الذرة تشكل بين 55 ـ 60% من الخلطة العلفية.
والصويا بقيت على حالها بـ 20.5 ل.س والتبن ايضاً على حاله بين 11و13 ل.س أما القمح فأسعاره مستقرة عند عتبة 12 ل.س والطحين كذلك بـ 17.5 ل.س.
وبالنسبة لاسعار الخضر والفواكه فتعد مقبولة جداً لمثل هذه الفترة من العام.
كما ان مادة المازوت متوفرة في كل التجمعات السكانية ولم تسجل اية اختناقات في توفرها وتوزيعها وكذلك الغاز لكن شكوى المستهلكين مستمرة من الابتزاز الذي يمارسه العاملون في المحطات والباعة الجوالون في تقاضي ليرة زيادة في سعر كل ليتر.
فالمستهلك لا يحصل على ليتر المازوت المدعوم الا بسعر 11 ل.س.
وفيما يخص اسعار الألبسة فقد اقتنعت العديد من المحال والمعارض بضعف القدرة الشرائية للمستهلكين وبدأت تخفض اسعارها تماشياً مع الوضع العام للأسواق وقد وصلت نسبة التخفيضات في الأسواق الشعبية الى 80% اخيراً يمكن ان نشير الى ان تدني معدلات حركة البناء والتشييد والعمران اثرت سلباً وبشكل كبير على مهن عديدة مرتبطة بها ـ تجارة البيتون ـ الطينة ـ السيراميك ـ الصحية ـ منجور الخشب ـ منجور الألمنيوم ـ التمديدات الصحية...الخ
ختاماً: سجل مبيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس 1160 وبلغ سعر الأونصة في بورصة نيويورك 900 دولار كما سجل صرف الدولار 47.25 واليورو 61.50 ل.س.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد