أسرار موت القدماء
فيليب شارلييه كان طبيبا شرعيا، قبل أن يصبح «كاشف سر الأموات». فالطبيب الذي شارك في إثباب صحة رأس هنري الرابع كشف في كتاب له أسرار نهاية شخصيات تاريخية كانت في معظم الأحيان لغزا دفن معهم.
يعمل شارلييه في مركز «غارش» الــجامعي في فرنسا، وانغمس بشكل كبــير في كشف أسرار الأمــوات، لأسبــاب مهنية بحتة. وخلال أوقات فراغه، يسلّم شارلييه لنقــطة ضـعفه: المشاهير القدماء. وفي الكتاب الذي نشره مؤخرا «كتاب الميتات السرية في التاريخ»، يفسر كيف يمكننا إعادة تفــسير موت شخصية تاريخيــة ضمن إطار معين من خلال الطب الحديث.
فولتير، وموزار، وديان، وبواتييه، وكليوباترا، والاسكندر المقدوني، ورومانوف جميعهم ماتوا ميتات دراماتيكية لم تفسر حتى اليوم، ما فتح أبواب الشائعات والقصص المبتكرة على مصراعيها. وقال الخبير بهذا الصدد «منذ قرون، عندما لم نكن نجد سبب الموت، كنا نتكلم مباشرة عن تسمم». لا يخشى شارلييه دحض الأساطير، فيتبع المنطق والاستنتاجات في تحليلاته بفضل الأدلة، والمصادر التاريخية، وبشكل أدق البقايا البشرية. والكربون 14 والحمض النووي يجعلان فنه شبه علمي، ويقودانه إلى حقائق وأباطيل.
مات الاسكندر المقدوني في بابل في العام 323 قبل المسيح عن عمر 32 عاما، بعد أسبوعين من المرض. وقيل في بعض الشهادات إن الاسكندر شاهد بعد فتح ابواب بابل مجموعة من الغربان تتصارع في ما بينها حيث سقطت بعضها ميتة بين أقدامه، ومات بعدها. رأى الفلاسفة أن في هذا نذيرا سيئا، بينما تكلم شارلييه عن انفلونزا ،«فيروس غرب النيل» الذي أصاب الطيور قبل البشر وضرب مقدونيا في تلك الفترة.
(عن «لو فيغارو»)
إضافة تعليق جديد