«المقصلة الأردوغانية» تتوسع إلى الرياضة!
لم تتوقف خطوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية بشكل كامل وجعلها طوع يديه، فبرغم مرور أسبوعين على محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز الماضي، إلا أن «المقصلة الاردوغانية» لم تهدأ حتى الآن، وقد تقرر تسريح حوالي 1400 عسكري بينهم علي يازجي، المساعد الأقرب للرئيس التركي، وسط موجة انتقادات متبادلة بين أنقرة والغرب.
وفي دلالة على أن اردوغان ماضٍ في إجراءات التطهير التي طالت مختلف ميادين الحياة التركية، على الرغم من الاستنكارات الأوروبية والأميركية المتتالية، أعلن أمس الأول، أن القوات المسلحة التركية ستخضع بشكل مباشر لوزير دفاع البلاد، فيما أكد عزمه على وضع وكالة الاستخبارات ورئاسة الأركان العامة للجيش التركي تحت سلطته المباشرة.
وقال اردوغان خلال مقابلة لقناة «أي خبر» التركية، إن «قواتنا المسلحة ستصبح أقوى بعد دخول القرار الأخير حيز التنفيذ، حيث سيخضع القادة العامون لصنوف القوات المسلحة لوزير الدفاع بشكل مباشر»، موضحاً أنه سيتم إغلاق جميع الكليات العسكرية في البلاد لتنشأ بدلا منها جامعة الدفاع الوطنية، لافتاً إلى أن أكاديميات القوات البرية والجوية والبحرية ستكون ضمن الجامعة.
وأضاف اردوغان: «سنطرح مجموعة صغيرة من الاصلاحات الدستورية (في البرلمان) من شأنها، إن تم اقرارها، ان تضع وكالة الاستخبارات الوطنية ورئاسة الاركان تحت سلطة الرئاسة».
لكن إقرار هذا التعديل الدستوري الذي يعزز صلاحيات الرئيس يتطلب اكثرية الثلثين في البرلمان، ما يعني ان حزب «العدالة والتنمية» الحاكم يحتاج الى الحصول على تأييد بعض من أحزاب المعارضة.
من جهة ثانية، استأنفت «المقصلة الاردوغانية»، أمس، عمليات التطهير التي تجريها في المؤسسة العسكرية، ونشرت الحكومة التركية في الجريدة الرسمية مرسوماً تشريعياً ينص على فصل 1389 عسكرياً، بينهم ضباط كبار، من القوات المسلحة، ينتمون أو لهم ارتباطات بمنظمة «الكيان الموازي» التي يتزعمها الداعية المعارض فتح الله غولن، والتي صنفتها أنقرة منظمة إرهابية.
وجاء في المرسوم أن من بين الضباط الكبار الذين تم فصلهم المستشار العسكري للرئيس التركي يازجي، ومعاون رئيس أركان الجيش التركي المقدم ليفنت تورك قان، ومدير مكتب وزير الدفاع العقيد توفيق جوك.
وفي ظل اتساع رقعة التحقيقات الرامية لكشف المشاركين في محاولة الانقلاب، أوضح الاتحاد التركي لكرة القدم في بيان أن كل أعضاء المجالس التابعة للاتحاد استقالوا من أجل «فحوص أمنية» متعلقة بالتحقيق.
وأضاف أنه أطلع مؤسسات الدولة المعنية على المعلومات الخاصة بموظفيه ومنظمي المسابقات ورؤساء المجالس التابعة للاتحاد وعددها 11 مجلساً وكل أعضائها.
وحتى الآن تعرض أكثر من 60 ألف شخص في الجيش والقضاء والحكومة ومجال العمل الأكاديمي والإعلام وقطاعات أخرى إما للاعتقال أو الوقف عن العمل أو الاستجواب للاشتباه في صلاتهم بغولن.
إلى ذلك، يلتقي رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، اليوم، رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد في قصر «جانقايان» في أنقرة، وذلك عقب انتقادات حادة وجهها المسؤولون الأتراك للولايات المتحدة على خلفية تصريحات لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية «سي أي أيه» جيمس كلابر، وقائد عمليات المنطقة الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل أعربا خلالها عن قلقهما من «إبعاد وإقالة عدد كبير من المسؤولين العسكريين الأتراك»، بدعوى أن ذلك «قد يعرقل التعاون التركي - الأميركي في مكافحة تنظيم داعش».
وفي قاعدة «انجيرليك» الواقعة في محافظة أضنة جنوب شرق تركيا، التي تستخدمها الولايات المتحدة في عملياتها ضد «داعش» في سوريا والعراق، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن نحو سبعة آلاف عسكري تركي قاموا بمحاصرة القاعدة وإغلاقها.
وبحسب معطيات غير مؤكدة للصحيفة، أغلق العسكريون كل الطرق المؤدية إلى القاعدة والخارجة منها، بسبب شائعات حول احتمال وقوع محاولة انقلاب جديدة، إلا أن الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك كتب في حسابه بموقع «تويتر» أن «ذلك مجرد عملية اختبار طبيعية للأمن، وليس هناك أساس للقلق».
من جهة ثانية، تظاهر الآلاف من انصار اردوغان في ألمانيا، أمس، في تحرك قد يضاعف من حدة التوتر في اوساط الجالية التركية التي تضم ثلاثة ملايين شخص، والناجم عن محاولة الانقلاب الفاشلة.
وحمل مشاركون في التظاهرة الموالية لاردوغان، والذين تجمعوا في كولونيا، لافتة كتب عليها «اردوغان مقاتل من اجل الحريات»، فيما نشرت الشرطة 2700 من عناصرها واستعانت بخراطيم مياه لمواجهة اي حوادث محتملة، خصوصا ان تظاهرات صغيرة مضادة نظمت في امكنة عدة من المدينة.
وبذل منظمو التظاهرة الداعمة لاردوغان في «اتحاد الديموقراطيين الاوروبيين ـ الاتراك» (مجموعة الضغط التابعة للحزب الحاكم في انقرة) ما في وسعهم للحصول على مداخلة مباشرة بالفيديو يلقيها اردوغان اثناء التجمع، لكن السلطات الالمانية التي تخشى تفاقم التوتر رفضت ذلك.
وندد اردوغان بالقيود الالمانية متهما هذا البلد بـ «منع» الاتراك من «التجمع والتظاهر»، قائلاً: «هذا مدى ديموقراطيتهم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد